أخواتي وإخوتي في المسيح،

سلامُ الرَّبِّ يسوعَ يملأُ قلوبَكُم ونعمتُهُ تملأُ حياتَكُم فرحاً!

منذُ البدءِ أرادَ اللهُ أن يُعلنَ حبَّهُ للإنسان، وأن يكشفَ لَهُ عن سرِّهِ فيدخلَ معهُ في علاقةِ أبوَّةٍ وأمومة، علاقةٍ ملؤُها الحبُّ والثِّقةُ والحياة. لذلك، أرسلَ الله، منذُ بدءِ تاريخِ الخلاص، رسلاً وأنبياءَ يعلنونَ مجدَهُ ويكشفونَ عن إرادتِهِ ويردِّدونَ رغبتَهُ بتجديدِ عهدِ الحبِّ معهُم. ولـمَّا تمَّ الزَّمان، تمَّ الوحيُ بشخصِ يسوعَ المسيح. لماذا يسوع؟ لأنَّهُ "كلمةُ اللهِ" (را. يو 1: 1) و"صورةُ الله" (في 2: 6).نعم، إنَّ المسيحَ، هو اللهُ بالكلمةِ والصُّورة، هو "بهاءُ مجدِهِ ورسمُ جوهرِه" (عب 1: 3).(اف6، 17).

إنطلاقاً من هذه القناعة، وعلى مثالِ المسيح الَّذي أعلنَ سرَّ الله، عملَتِ الكنيسةُ طوالَ القرونِ على إعلانِ الحقيقة، بالصَّوتِ والصَّورة، بالوعظِ والتَّعليمِ واللِّيتورجيَّا وكتابةِ الأيقوناتِ والرَّسم. أمَّا اليوم، وفي زمنٍ كثُرَت فيه الكلِماتُ والصُّورُ الَّتي تدَّعي إعلانَ الحقيقة، تعملُ الكنيسةُ على إعلانِ الحقيقةِ بالكلمةِ وبالصُّورة، مستخدمةً كافَّة الوسائلِ الممكنةِ وخاصَّةً وسائل التَّواصلِ الاجتماعيّ، لأنَّها تؤمنُ أنَّ الرَّبَّ يسوعَ المسيح هو خلاص العالم، وأنَّ معرفتَهُ تملأُ الحياةَ حياةً وفرحاً، لأنَّهُ مصدرُ إيمانِنا ورجائِنا ومحبَّتِنا.
من هنا، لا بدَّ لنا من توجيهِ جزيل الشُّكرِ والتَّقديرِ لجميعِ الَّذين عملوا وما زالوا يعملونَ على إحياءِ هذا الموقعِ الإلكترونيّ، منذ تأسيسِهِ حتَّى اليوم. نشكرُكُم لأنَّكُم قبلتُم دعوةَ المسيحِ الَّذي أرسلَكُم لتعلنوا للعالمِ خلاصَه. نشكُركُم لأنَّكُم استثمرتُم الوزناتِ الَّتي ائتمنَكم عليها الرَّبّ، فأثمرَتْ في حياتِكم وفي حياة رعيَّتِنا أضعافاً وأضعاف.

وإلى أبناءِ الرَّعيَّةِ الأحبَّاء، هذا الموقعُ هو لخدمتِكُم، من أجلِ خلقِ تواصلٍ أفضلَ بينَ الجميع، فنحنُ عائلةٌ واحدةٌ أساسُها المسيح. نحن ننتظرُ اقتراحاتِكم ومشاركاتِكم، فنعملَ معاً على توطيدِ علاقاتِ الأخوَّةِ والمحبَّة، لمجدِ اللهِ وخيرِ الإنسان.

باركَكُم الرَّبُّ وقدَّسَكم.

كاهن الجالية الكاثوليكية العربية في الشارقة والإمارات الشمالية
الأب ماجد موسى