سر المعمودية


المدخل إلى الحياة المسيحية يتم بمجموع الأسرار الثلاثة: المعمودية وهي بدء الحياة الجديدة، والتثبيت وهو دعامتها، والافخارستيا التي تغذى التلميذ من جسد المسيح ودمه لكي يتحول إليه .


أذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس وعلموهم أن يحفظوا كل ما أوصيتكم به
(متى 28: 19 ـ 20)

مقدمة موجزة عن سر العماد المقدس

المعمودية هي الولادة للحياة الجديدة في المسيح وهي، بمقتضى إرادة الرب، ضرورية للخلاص، كالكنيسة نفسها التي مدخلها المعمودية . الطقس الأساسي في المعمودية هو تغطيس المعتمد في الماء أوصب الماء على رأسه، مع أستدعاء الثالوث الأقدس، الأب والابن والروح القدس.
ثمرة المعمودية أو نعمة المعمودية هي حقيقة غنية، من مفاعليها: نحو الخطيئة الأصلية وكل الخطايا الفردية؛ الولادة للحياة الجديدة التي تصير الإنسان ابنا لله بالتبني، وعضوا في جسد المسيح، وهيكلا للروح القدس، وبالفعل نفسه يصبح المعمد عضوا في الكنيسة، جسد المسيح، وشريكاً في كهنوت المسيح .
المعمودية تختم النفس بختم روحي لا يبلى، ووسم يكرس المعمد للقيام بشعائر العبادة المسيحية، وبسبب هذا الوسم، لا يجوز تكرار المعمودية.
الذين يموتون في سبيل الإيمان، والموعوظون وكل الذين بدافع النعمة يلتمسون الله بإخلاص ويجدون في تحقيقه إرادته، من غير أن يعرفوا الكنيسة، يمكن أن يخلصوا وأن لم يخطوا بالمعمودية.
منذ أقدم العهود، تمنح المعمودية للأطفال، لن المعمودية نعمة وعطية من الله لا تفترضان استحقاقات بشرية، الأطفال يعمدون في إيمان الكنيسة. ودخول الحياة المسيحية يجعل الحرية الحقيقة في متناول الإنسان .
وأما في شأن الأولاد الذين يموتون بلا معمودية، فليترجيا الكنيسة تدعونا على الثقة بالرحمة الإلهية، والى الصلاة لأجل خلاصهم.
في حال الضرورة يجوز لكل إنسان أن يمنح المعمودية، بشرط أن ينوى القيام بما تقوم به الكنيسة، ويصب الماء على رأس المعتمد، قائلاً: "أعمدك باسم الآب والابن والروح القدس"


المعمودية في الكنيسة

منذ يوم العنصرة، احتفلت الكنيسة بالمعمودية المقدسة ومنحتها. فقد أعلن القديس بطرس للجمع المتأثر بكلامه: "توبوا، وليعتمد كلٌّ منكم باسم يسوع المسيح لغفران خطاياكم، فتنالوا موهبة الروح القدس" (أع2، 38). وقد تقدم الرسل ومعاونوهم بالمعمودية إلى كلّ من آمن بيسوع: اليهود والوثنيين. والمعمودية ارتبطت دائماً بالإيمان شرطاً: "آمن بالرب يسوع تنل الخلاص أنت وأهل بيتك": هذا ما قاله القديس بولس للسجّان في مدينة فيلبي. المعمّدون "قد لبسوا المسيح". وبالروح القدس تصير المعمودية غسلاً ينقّي ويقدّس ويبرّر.

مدخل الى فهم الاحتفال

معنى سر المعمودية ونعمته يظهران ظهوراً جلياً في طقوس الاحتفال ويستطيع المؤمنون، إذا تتبعوا بانتباه ما يجرى في الحفلة من أقوال وأفعال، وشاركوا فيها، أن يدركوا الكنوز التى يعينها هذا السر ويحققها في كل معتمد جديد.


إشارة الصليب

في مطلع الاحتفال، تشير الى وسم المسيح على المزمع ان ينتسب إليه ويرمز إلى نعمة الفداء التى استحقها لنا المسيح بصليبه .


إعلان كلمة الله

يشرق بنور الحقيقة الموحاة على المرشحين للمعمودية وعلى الجماعة، ويوقظ جواب الإيمان الذي لا ينفصل عن المعمودية، ولا غرو، فالمعمودية هى بطريقة خاصة، " سر الإيمان " لأنها بمثابة المدخل الأسرارى إلى حياة الإيمان.


المسح بزيت الموعوظين

نظراً إلى أن المعمودية تؤدى معنى الانعتاق من الخطيئة ومن المحرض عليها اى الشيطان، تتلى بعض التقاسيم على المرشح للمعمودية، ويمسح بزيت الموعوظين، او يضع المحتفل يده عليه، ويكفر صراحة بالشيطان، فمع هذا الاستعداد، يمكنه أن يعترف بإيمان الكنيسة التى " يؤكل إليها بالمعمودية ".


مباركة الماء

ماء المعمودية يقدس عندئذ بصلاة استدعاء للروح القدس (فى لحظة ذاتها أو في ليلة الفصح)، تطلب فيها الكنيسة الى الله أن تحل على هذا الماء، بواسطة ابنه، قوة الروح القدس، فيولد المعمدون فيها " من الماء والروح " (يو 3: 5.(.


العماد

ثم يلى ذلك الطقس الاساسى في المعمودية، أى التعميد نفسه الذي يعنى ويحقق موت الانسان دون الخطيئة وولوجه في حياة الثالوث الاقدس، متصورا بصورة المسيح في سره الفصحى وتتم المعمودية بأعمق معانيها بالتغطيس ثلاثاً في ماء المعمودية ولكن المعمودية يمكن ان تمنح، تبعا لتقليد عريق، يصب الماء ثلاثاً على راس المعتمد.
في الكنيسة اللاتينية، يقول المعمد، وهو يصب الماء ثلاثاً على المعتمد :" يا فلان اعمدك باسم الاب والابن والروح القدس " في الليترجيات الشرقية يوجه المعتمد جهة الشرق، ويتلو عليه الكاهن عبارة التعميد :" يعمد عبد الله 0 فلان) باسم الاب والابن والروح القدس "، وعند ذكر كل من الاقانيم الثلاثة، يغطسه في الماء وينتشله.


المسحة بالزيت المقدس

وهو زيت معطر يقدسه الأسقف، ويرمز الى موهبة الروح القدس للمعمد الجديد. لقد اصبح مسيحياً أى ممسوحاً " بمسحة الروح القدس ومتحداً بالمسيح الممسوح كاهنا ونبياً وملكاً .
في ليترجيا الكنائس الشرقية، المسحة التى تلى المعمودية هى سر الميرون (التثبيت) في الليترجيا الرومانية تؤذن بمسحة أخرى بالزيت المقدس سوف يمنحها الأسقف وهى سر التثبيت الذي "يثبت"، نوعاً ما، مسحة المعمودية ويكملها.


الثوب الأبيض يرمز إلى أن المعمد قد لبس المسيح

ونهض مع المسيح والشمعة المسرجة من شمعة الفصح، ترمز إلى أن المسيح قد أنار المعتمد جديداً. فالمعمدون في المسيح هم "نور العالم" (متى 5: 14) . المعمد جديداً قد أصبح الآن ابن الله في الابن الوحيد وبإمكانه أن يتلو صلاة أبناء الله: الأبانا.


البركة

البركة الاحتفالية تختتم حفلة المعمودية. وفي حال تعميد المولودين جديداً تحظى الأم والأب ببركة خاصة.