إخوتي وأخواتي في الربِّ يسوع المسيح،
أكتبُ لَكُم هَذِه الكَلمَاتِ الوَجِيزَة، مُتَوجِهَاً بالشُكرِ، قَبلَ كلِّ شَيء للرَبِّ الذي هوَ مَصْدَر لكلِّ خَير، وللجنِةِ التواصلِ الاجتماعِي التي تُعطِي مِن وقتِها لإحياءِ ECCNE وجَعلِهَا مَحَطَة هامَة للتعاضُد والتضامُن بينَ أفرادِ الرَّعيةِ الواحدةِ، فتُصبِح بوحدَتِها رِسَالةً للمحبَّةِ وشَاهِدةً لحضورِ الربِّ في قلبِ العَالم.
لَمْ يَكتُبْ يَسُوع أي شيءٍ عن لاهوتِهِ وناسوتِهِ، بل اكتَفَى بإلقاءِ الكَلِمَة سَائِراً مِن مكانٍ إلى آخر، ولَكنَّ الإنجيل الذي كَتبَ عَنهُ هُوَ عَمَلٌ دَؤوب لبشريَّةٍ قادَهَا في ذلك الروح القدس بوحيٍ تميَّزَ بتناغمٍ بين الكَاتبِ و الوحي للكَلمَة. لَم يكُن ذَلك أمرٌ عَادي، بل أمرٌ لا يستوعبُهُ عقلٌ بشريٌ إلا بواسطةِ النعمة، وذلك لأنَّ جَوهَر هذهِ الكلمة هو المحبَّة التي من خلالِ خبراتٍ روحيةٍ، يَستطيعُ الإنسانُ استِيعابها، فيعرف أنَّ لا حدود للكلمة الإلهية لكونِها محبَّة، ولكونِها هَكذا لا شيء يَستطيعُ إيقافِها أو إلغائِها. كانت ومازالت نبع حياةٍ لكُّلِ مَن يرغبُ أن يتأمَّلها، وتَبقَى قوَّة للمُؤمِن، مَانحةً إيَاهُ مَناعةً ضد الضلالِ والبعدِ، وتَجعَلُهُ أكثر ثباتاً وعزماً في رسالته وشهادته للرب. شبَّهَ بولس الرسول الكَلِمَة بسيفِ الروحِ في قولِهِ:"اتَخِذُوا لَكُم خُوذَةَ الخَلاص وسَيف الرُوح، أي كَلمَة الله" (اف6، 17).
سِلاحُنا هوَ إذاً سَيف ُالرُوح الذي يقوِّينا في الشَدائِدِ، ويُنقذُنَا مِنْ مَكايِدِ الشِرير، ويُحرِرُنا من كُلِّ مَا يُعيقُ مَسِيرتنَا الروحِيَّة مَع الرَبّ.
ليَزيدُكم الرَبُّ يَا أيُّهَا القرَّاء الكِرام حِكمَةً ويمنَحكُم المَحبَّة من خِلالِ ما تَقرَؤون عَبرَ وسائلِ التواصلِ الاجتماعِي (ECCNE) ومُشَاركِة الآخرين مِن الأهلِ والأصدقاءِ بهدفِ إيصالِ الكلمَة للجَميعِ.
أشكُر الله عَليكم جَميعاً وأطلبُ مِنهُ أن يُباركُكَم ويمنحُكمْ السَلام ويَهبُكم سَيف روحِهِ في داخِلِكم. لهُ المجدُ والشكرُ والتسبيح، الآن وعَلى الدَوَامِ. آمين.
كاهن الجالية الكاثوليكية العربية في الشارقة والإمارات الشمالية
الأب نضال أبو رجيلي