يومياً خلال الصوم المبارك، تابعوا صفحتنا لقراءة قصص روحية للزمن الأربعيني


قصة حقيقية عن أحد أباطرةِ الرُّومان


يُقالُ أَنَّ أَحَدَ الأَباطِرةِ الرَّومان كانَ لَديه عِداءاتٌ كَثيرَةٌ معَ كَثيرٍ مِنَ القادَةِ والمُستَشارينَ في إِمبراطوريَّتِه. وقرَّرَ يومًا أَنْ يَدْعوهُم إِلى قَصرِه الرائِع الجَميلِ للتَّمَتُّعِ بجمالِه ورونَقِه وتَناوُلِ طعامِ العَشاءِ الفاخِر. فتَعجَّبَ الجميعُ من هذا الإطراءِ وهذا الكَرمِ وهذِه الدَّعوَةِ غَيرِ المَسبوقَةِ إِلاَّ أَنَّهُم وافَقوا وقَبِلوا دَعوَةَ الإِمبراطور.

وعِندَ مَوعِدِ العَشاء، قَدَّمَ الإِمبراطورُ أَطيبَ وأَشهى المأكولاتِ والفاكِهةِ والحلوياتِ الَّتي تُقدَّمَ في زمانِه، وأَدهَشَ جَميعَ المَدعوّين وأَبهَرَهُم. وفي أَثناءِ أَكلِهِم وشُربِهِم وٱنبساطِهِم في قاعَةِ القَصرِ الكَبيرَة، إِذ بأَبوابِ القاعَةِ أُغلِقَتْ جَميعهُا، وهكذا تَسلَّلَ الخوفُ والرُّعبُ على جَميعِ المَدعوِّينَ وقالوا في أَنفُسِهِم: "سيَنتَقِمُ الإِمبراطورُ مِنَّا جَميعًا وسيَقْتُلُنا فَردًا فَردًا". ولكن، بَعدَ لَحَظاتٍ قَليلةٍ مِنَ الصَّمتِ والتَّرقُّبِ لِمَا سيَحدُث، إِذ بكوَّةٍ مِنَ الأَعلى تَنْفَتِح وأَخَذَت تَنثُرُ على الجَميعِ بالورودِ الملوَّنَةِ الجَميلَة. عِندئِذٍ، تَنَهَّدَ الجَميعُ وٱلتقطوا أَنفاسَهُم وأَخذوا من جديدٍ، يَتَمَتَّعونَ ويَضحَكونَ ويأكُلونَ ويَشربونَ بِفَرحٍ وٱبتِهاج، إِلاَّ أَنَّ الوردَ ما زالَ يَتساقطُ مِنَ الكوَّةِ إِلى أَن غَطَّى كُلَّ القاعَةِ وهكذا ماتَ الجَميعُ خَنقًا بالورود.

عبرة: هكذا هي الخطايا الصَّغيرَة، هي تُشبِه الورودَ الجَميلَةَ الرَّائِعَة، قد تُعطينا الإِطمئنانَ والفَرَحَ وعَدَمَ الإِنزعاجِ ولَكِنَّها في آخِرِ الأَمرِ تَخنُقُنا ونَموتُ فيها.

قول في الزَّمن الأربعيني


"كيفَ لا يكونُ صَومُنا حَقيقي؟ عِندَما نَبقى بَعيدينَ عَنِ الطَّعامِ ولكِنَّنا لا نَبقى بَعيدينَ عَنِ الخَطيئَة، عِندَما لا نَأكُلُ لُحومًا ولَكِنَّنا نَأكُلُ لَحمَ الفُقراء، عِندَما لا نَسكَرُ بالخَمرِ ولَكِنَّنا نَسكَرُ بالرَّغبَةِ الشِّرِّيرَة، وعِندَما نَقضي اليومَ صالحينَ ولَكِنَّنا نَرى مَشاهِدَ غَيرَ أَخلاقِيَّة، هكذا يَكونُ صَومُنا باطِلاً".

(القديس يوحنا فم الذهب 349- 407)

فكرة روحية


"إِنْ أَردنا أَنْ نُصَلِّي كما يَجِب، علينا أَنْ نَتَعَلَّمَ أَوَّلاً أَنْ نُصْغي. فإِنَّ اللهَ يَتَكَلَّمُ في سُكونِ القَلب. ولكي نَختَبِرَ هذا السُّكون ونَستَطيعَ أَنْ نسمَعَ الله، نَحنُ بحاجَةٍ إِلى قَلبٍ نَقِيّ. فإِنَّ القَلبَ النَّقِيَّ يَستَطيعُ أَن يَرى الله، ويَستطيعُ أَنْ يَسمَعَ الله، ويَستَطيعُ أَنْ يُنْصِتَ إِلى الله".

(القديسة الأم تريزا من كلكتا 1910- 1997)